بروتوكول مونتريال يحمي مصرف الكربون الأرضي
إن التحكم في إنتاج المواد المُستنفِدة للأوزون، الذي يعود الفضل فيها إلى بروتوكول مونتريال، يشير إلى أن الأوزون المتولد في طبقة الاستراتوسفير في طريقه إلى التعافي، وأنَّ بإمكاننا تفادي الزيادة في مستويات الأشعة فوق البنفسجية السطحية الضارة المترتبة على نقص الأوزون في هذه الطبقة. وإلى جانب ذلك، فإن لبروتوكول مونتريال منافع مزدوجة، تتعلق بالتخفيف من آثار التغير المناخي، إذ إنَّ المواد المُستنفِدة للأوزون هي في واقع الأمر غازات دفيئة شديدة الفاعلية. كما إنّ نجاحنا في تفادي آثار الأشعة البنفسجية والتغير المناخي يعود أيضًا بالنفع على النباتات، وقدرتها على تخزين الكربون من خلال عملية التمثيل الضوئي، وإنْ كانت هذه الفوائد المتوقعة لم تُدرَس بعناية من قبل.
يستكشف العلماء، في هذا البحث المنشور، المنافع المرتبطة بتفادي زيادة مستويات الأشعة فوق البنفسجية، وتخفيف آثار التغير المناخي، وأثرَ ذلك على المحيط الحيوي لكوكب الأرض، وقدرته على تصريف الكربون، مستعينين في ذلك بإطار عمل يستند إلى النمذجة، يقرن بين استنفاد الأوزون والتغير المناخي، وتضرر النباتات بفعل الأشعة فوق البنفسجية ودورة الكربون.
وبأَخْذ نطاق القوى المرتبط بتأثير الأشعة فوق البنفسجية على نمو النباتات في الاعتبار، يُقدِّر العلماء أن مخزون النباتات والتربة من الكربون كان يمكن أن يقل بمقدار 325 إلى 690 مليار طن بحلول نهاية القرن الحالي (2080 إلى 2099)، لولا تطبيق بروتوكول مونتريال (وذلك بالمقارنة بتوقعات المناخ بعد فرْض الضوابط على المواد المُستنفِدة للأوزون). وكان يمكن لهذا الفارق بدوره أن يؤدي إلى زيادة قدرها 115- 235 جزءًا في المليون من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، الذي ربما كان سيؤدي إلى ارتفاع متوسط درجة حرارة سطح الأرض بمقدار 0.50- 1.0 درجة أخرى. كذلك تشير النتائج التي توصل إليها العلماء إلى احتمالية أنْ تَكُون لبروتوكول مونتريال يد في التخفيف من آثار التغير المناخي، وذلك من خلال تحاشي الانخفاض في مصارف الكربون الأرضية.
المصدر: https://www.nature.com/articles/s41586-021-03737-3